بين الأمل والواجب الوطني.. دعوات نسوية لاستثمار حقيقي للانتخابات العراقية

بين الأمل والواجب الوطني.. دعوات نسوية لاستثمار حقيقي للانتخابات العراقية
الاستعداد للانتخابات في العراق - أرشيف

تقترب العراق من استحقاق انتخابي جديد مقرر في الحادي عشر من نوفمبر الجاري، وسط حالة من الترقب الشعبي والانقسام في المواقف بين التفاؤل والتوجس. 

وتشهد الساحة السياسية حراكاً متصاعداً مع اقتراب موعد التصويت، في حين تتباين آراء المواطنين حول جدوى المشاركة ومدى إمكانية إحداث تغيير حقيقي بعد أكثر من عقدين من الوعود غير المنفذة، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA"، اليوم السبت.

تتابع الأوساط الشعبية والإعلامية المشهد الانتخابي باهتمام، إذ يرى البعض أن المشاركة في الانتخابات تمثل واجباً وطنياً وحقاً دستورياً لا يجوز التفريط به، في حين يعتبر آخرون أن صناديق الاقتراع لم تعد قادرة على إنتاج طبقة سياسية جديدة قادرة على إنقاذ البلاد من الأزمات المستمرة.

وفي خضم هذا الجدل، يعلو صوت النساء العراقيات ليشكّل محوراً لافتاً في المشهد الانتخابي، حيث تسعى كثير من المرشحات إلى كسر الصورة النمطية التي حصرت دور المرأة في الظل، وإثبات قدرتها على الإسهام في صنع القرار السياسي.

دعم نسوي للمرشحات

عبّرت المواطنة أسيل عبد الحسين، وهي ربة بيت من بغداد، عن حماستها للمشاركة، قائلة إنها قررت انتخاب امرأة فقط هذه المرة، بعدما شعرت بأن الوجوه السياسية التقليدية لم تغيّر شيئاً في واقع البلاد.

وأوضحت أن المرأة العراقية اليوم أصبحت أكثر وعياً وحضوراً في المجتمع، وتمتلك صفات الحزم والانضباط والحرص على التفاصيل، ما يجعلها مؤهلة لقيادة المرحلة المقبلة. وأضافت بثقة: “سأنتخب امرأة حصراً؛ لأن المرأة مجتمع بأكمله”.

وأكدت أن الانتخابات فرصة لإعادة الثقة بالمؤسسات، داعية المواطنين إلى الإدلاء بأصواتهم وعدم ترك الساحة خالية أمام الفساد والتكرار، معتبرة أن التغيير يبدأ من المشاركة الواعية.

انتقادات للتجارب السابقة

في المقابل، عبّرت موظفة القطاع الخاص نهى عبد الله عن رفضها المشاركة في الانتخابات المقبلة، معتبرة أن التجارب السابقة أظهرت عجز المرشحين عن الوفاء بوعودهم، في ظل استمرار تردي الخدمات وتفشي البطالة بين الخريجين والخريجات.

وأشارت إلى أن المرأة، رغم وجودها في البرلمان، لم تحصل على فرص حقيقية لتولي مناصب قيادية مؤثرة، ولا تزال بعيدة عن مواقع صنع القرار التي يحتكرها الرجال.

بدورها، أعلنت مديرة التسويق وقار انتصار موقفاً حازماً ضد العملية الانتخابية، قائلة إن أغلب المرشحين يظهرون فقط وقت الحملات الانتخابية، ثم يختفون بمجرد انتهاء التصويت، تاركين المواطنين يواجهون واقعاً بلا خدمات أو إصلاحات حقيقية.

ورأت أن المرأة العراقية المؤهلة لم تُمنح بعد المساحة الكافية لتقديم ما تمتلكه من خبرات وقدرات، بسبب هيمنة الذكورية السياسية على مفاصل الدولة.

المشاركة واجب وطني

أما علياء عبد الوهاب، فقد شددت على أنها ستشارك في الانتخابات انطلاقاً من قناعة بأن الصوت الانتخابي مسؤولية وطنية لا يمكن التنازل عنها، قائلة: “سأدلي بصوتي حتى لا أترك مجالاً للتهميش أو للتزوير، وأريد أن أثبت أنني، بصفتي مواطنة عراقية، أشارك في بناء مستقبل بلدي”.

تكشف هذه المواقف المتباينة عمق الأزمة التي يعيشها الناخب العراقي بين الرغبة في التغيير واليأس من النتائج. 

وتُظهر شهادات النساء أن ثَمَّ وعياً متنامياً بأهمية المشاركة السياسية، لكن هذا الوعي يصطدم بواقع سياسي متصلّب، لم يمنح المرأة بعد المكانة التي تستحقها رغم النصوص الدستورية التي تضمن لها التمثيل البرلماني بنسبة لا تقل عن 25%.

ويؤكد مراقبون أن الانتخابات المقبلة ستكون اختباراً جديداً لمدى قدرة العراقيين على إعادة الثقة بالعملية السياسية، ولإثبات أن مشاركة المرأة يمكن أن تكون ركيزة أساسية في بناء مستقبل أكثر عدلاً وإنصافاً، في بلد أنهكته الحروب والانقسامات الطائفية والسياسية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية